يترافق شهر رمضان المبارك عادة مع تزايد الاستهلاك والإنفاق على المشتريات. ويمكن خلال الشهر الفضيل تخفيف مستويات الإنفاق، كما تساعد الظروف الاستثنائية الحالية التي فرضتها الأزمة الصحية على تخفيف اللقاءات والزيارات الاجتماعية التي تتطلب نفقات باهظة قد تتراكم سريعاً حتى أثناء هذه الأزمة.
ونقترح فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي تتيح لكم تعزيز الاستقرار المالي وإدارة الزيادة الحتمية للإنفاق خلال الأسابيع القليلة المقبلة وحتى نهاية الشهر الفضيل.
يُعتبر الزُهد والتواضع وعدم التبذير من أهم القيم الروحية لشهر رمضان المبارك. ومن الضروري من المنظور المالي الالتزام بهذه القيم النبيلة التي تُشجع على ضبط الإنفاق واتباع أسلوب حياة بسيط وبعيد عن التكلّف، مع منح الأولوية للضروريات، وتجنب التبذير بكافة أشكاله للحد من أي مصاريف لا مُبرر لها.
يشكل شراء الحاجيات الأساسية عبئاً حقيقياً على الميزانية. ولتنظيم شراء هذه الحاجيات، يمكن القيام بالتسوق بشكلٍ أسبوعي وفق خطة محددة مسبقاً. ويقترن شهر رمضان المبارك بإعداد بعض الوصفات والمأكولات التقليدية، لذا ينبغي تحضير قائمة بالأطباق التي ستُقدّم خلال الشهر الكريم. ثم طلبها بشكلٍ مسبق عبر الإنترنت بحسب الكمية المطلوبة للأسبوع فقط.
يُدرك الأفراد ممن يتمتعون بالفطنة المالية أن متاجر السوبر ماركت والوجهات التجارية الأخرى في جميع أنحاء الإمارات تحرص خلال شهر رمضان المبارك على تقديم خصومات شهرية وعروض للاسترداد النقدي عند الدفع بالبطاقات المغطاة أو بطاقات الخصم. ويمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمصرف الذي تتعامل معه للاطلاع على العروض الجديدة والاستفادة منها لتقليل نفقات الفواتير.
أصبح الطهي في المنزل أكثر سهولة من أي وقت مضى خاصة خلال هذا العام. واكتسب الجميع تقريباً مهارات مميزة في مجال الطهي بعد إغلاق المطاعم خلال العام الماضي. ويساعد تناول إفطار رمضان في المنزل على توفير المال وتجنب النفقات الباهظة التي تكلفها موائد بوفيه الإفطار في المطاعم وعمليات توصيل المأكولات إلى المنازل، بالإضافة إلى الفوائد الصحية للأطعمة المُحضّرة في المنزل.
مع تطبيق إجراءات التباعد والالتزام بتنظيم اللقاءات الاجتماعية، يمكن عوضاً عن ذلك مشاركة تلك اللقاءات عبر الإنترنت. ويمكن لأفراد العائلة والأصدقاء تناول إفطار رمضان سوياً عبر الإنترنت، عوضاً عن زيارة المطاعم باهظة التكاليف. ويمكن لكل أسرة إعداد نفس الأطباق ومشاركة الصور، مما يتيح الفرصة للاستمتاع بذكريات رائعة واختبار تجربة اجتماعية تُعزز الترابط بين أفراد الأسرة.
يوفر شهر رمضان المبارك لهذا العام فرصة مميزة لتسوّق حاجيّات العيد في وقت مبكر، حيث يساعد ذلك على تجنّب دفع مبالغ إضافية لقاء التوصيل السريع للمشتريات إلى المنزل. ويجب اغتنام هذه الفرصة في وقتٍ مبكر، مع الحرص على إجراء مقارنة بين المنتجات والعروض التي تُقدمها متاجر التجزئة المختلفة، واستكشاف فرص التوفير والعروض المتاحة عبر البطاقات المصرفية.
لا تقتصر قيم ومبادئ شهر رمضان المبارك على تفهّم الناس ومراعاتهم فحسب؛ فقد تعلمنا جميعاً خلال العام الماضي أن كل فرد يواجه تحديات مختلفة عن الآخرين. وفي حال كانت الميزانية المالية محدودة أو شعرنا أن أحد الأشخاص من حولنا يعاني من مشكلات مالية، يمكننا خلال الشهر الفضيل التحدث مع أفراد العائلة أو الأصدقاء حول إمكانية تقديم المُساعدة والدعم. ويجب أيضاً وضع ميزانية تناسب جميع الاحتياجات؛ فقد يكون الحديث عن المساعدات المالية أمراً صعباً، ولكن اعتماد نهج مُنفتح وصريح سيُخفف معاناة الجميع، بما ينسجم مع قيم الشهر الفضيل التي تحث على التواصل والاهتمام ببعضنا البعض