تُعد الأحداث الحياتية الكبرى، بدايةً من الزوّاج ووصولاً إلى تكوين عائلة، بمثابة محطات في غاية الأهمية ستخلد في ذاكراتنا، ولكن قد يكون لتكاليفها وجوانبها المالية تداعيات بعيدة المدى وقد تؤثّر أحياناً على مسار حياتنا لسنوات.
ومن هنا تبرز أهمية التخطيط والإعداد الجيّد لهذه الأحداث المهمة في حياتنا، ويجب على كافة الأفراد اتخاذ كل ما يلزم استعداداً لهذه الأحداث الحياتية المهمة. بالطبع، الجميع يفكر في حياة هانئة حافلة بذكريات ومناسبات سعيدة دون أية مخاوف، ولا يختلف اثنان أن أفضل طريق نحو هذه الحياة هو الاستعداد والتخطيط لها جيداً. تابع قراءة هذه المقالة لمعرفة أفضل طريقة للتعامل مع بعض أكبر الأحداث الحياتية.
إن الاستقرار والبدء في تكوين الأسرة أمر في غاية الأهمية، ولكنه يتطلب استعداداً مالياً شاملاً، فمثلاً تكاليف الزواج وحدها كفيلة بأن تضعك تحت ضغوط هائلة تعود بك خطوات إلى الوراء. وفي حال قررت إقامة حفل زفاف كبير أو اختيار وجهة سياحية محددة للزفاف وقضاء شهر العسل، فعليك البدء في توفير المال اللازم لتنفيذ ذلك. وعند وضع تقدير بسيط لإجمالي تكاليف حفل الزفاف، مقسوماً على عدد الأشهر المقبلة، ستتمكن من سداد الفواتير ومعرفة حالات العجز المالي.
وبخلاف ذلك، عليك التفكير في حياتك المستقبلية كذلك، فبمجرّد البدء في التفكير بالزواج سترغب في ترتيب أمورك وأولوياتك المالية وتحديد المدفوعات المستحقة ومعرفة وضعك المالي.
لا شك أن المولد الجديد يجلب معه السعادة والفرحة ويدخل البهجة على الأسرة، ولكن لا يمكننا أن نغفل عن أهمية اتخاذ العديد من الترتيبات المالية والحياتية بشكل عام استعداداً لهذا الحدث الهام. فهذا لن يؤثّر فقط على نفقاتك اليومية التي ستزداد بشكل كبير فحسب، إنما ستكون بحاجة كذلك إلى التفكير في الرسوم المدرسية والجامعية (وخاصةً إذا التحق طفلك بالتعليم الخاص) وغيرها من مصاريف رعاية الطفل وتكاليف الإجازات والعطلات والمصروفات اليومية. وكل طفل يحتاج ميزانية خاصة تشمل هذه النفقات الشهرية مع ضرورة إعداد خطة عملية لتغطية هذه النفقات والمصروفات. عليك أن تأخذ في اعتباراتك التفكير في مصدر دخل ثاني، ربما سيكون من محفظة استثمارية أو ضخ الأموال في أحد صناديق الادخار.
إن شراء منزل قد يشكل أكبر عملية شرائية في حياتك، والتي بلا شك ستتطلب استعدادات وترتيبات كبيرة، ولكن لا داعي للقلق فيمكنك الحصول على تمويل يصل إلى 85% من قيمة الوحدة العقارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذا عليك التفكير بدلاً من ذلك في أهليتك للحصول على التمويل العقاري وتقييمك الائتماني في حالة كنت قادراً على سداد قيمة الدفعة الأولى. ويجب أخذ عوامل أخرى في الاعتبار مثل النفقات الشهرية وتأمين تكافل العقاري.
وبعد ذلك، تحدث مع المصرف الذي تتعامل معه أو المستشار المالي وناقش الخيارات المطروحة أمامك، مع الأخذ بعين الاعتبار الأصول التي يمكن إعادة تخصيص الدفعة الأولى لها ومعرفة كونك مؤهلاً للحصول على مزايا برنامج الدعم الحكومي أم لا.
في الوقت الذي تندثر فيه العديد من الوظائف القديمة وتنشأ أدوار جديدة أخرى ضمن المساعي المبذولة لتلبية احتياجات الطفرة التكنولوجية الحالية على مستوى مجتمعاتنا، ستحتاج الكوادر العاملة من كافة المستويات إلى إعادة توجيه مسار حياتهم المهنية. وقد ساهمت جائحة كوفيد-19 في تسريع هذا التوجّه، وقد يتضمن نوع جديد من الوظائف العودة إلى المدارس والدفع مقابل الخدمات الترفيهية.
ننصحك بالرجوع إلى شركتك والاستفسار عما إذا كانت تقدم دعماً للمصرفات المدرسية، وما إذا كنت مؤهلاً لذلك. ويمكنك كذلك التفكير في الحصول على تمويل خاص، لذا توجّه إلى الكلية المحددة واستفسر حول ما إذا كانت تقدم دعماً تمويلياً أو ما إذا كان بإمكانها تقديم فرصاً للحصول على منح دراسية.
رغم أن هناك قلّة ممن يحبون التقدم في السن، غير أن الأغلبية تتطلع إلى التقاعد والاستمتاع بما تبقى لها من حياة، ولكن إذا لم تكن لديك وظيفة فإنك ستكون بحاجة إلى التفكير في سداد نفقاتك اليومية، بما في ذلك المصروفات الإضافية مثل دفعات تأمين التكافل المتزايدة. وبناءً على وضعك الشخصي، فقد تدفعك الحاجة إلى التفكير في شراء منزل وتأمين معاش تقاعدي.