يشهد عام 2020 العديد من الأحداث والتحديات الاستثنائية، ولكن ليس هناك وقتاً أفضل من شهر يناير للترحيب بعام وبداية جديدة، حيث يمكنكم البدء في إعداد ميزانية جديدة بما ينسجم مع أهدافكم واحتياجاتكم الشخصية.
وترصد الميزانيات الشخصية أو الخاصة بالأسرة، حتى في أبسط صورها، مصادر الدخل والأموال الواردة كما تتتبع النفقات والمصروفات. وبالاعتماد على بعض الطرق البسيطة والخطوات السهلة، يمكنكم الارتقاء بميزانيتكم لتشمل خطط التقاعد والتمويلات الشخصية والنفقات الطارئة. في هذه المقالة، نناقش كيفية إعداد الميزانية الشخصية بالنسبة للأفراد المقيمين في دولة الإمارات.
تُعد البيانات المالية عنصراً في غاية الأهمية سواءً على مستوى الدول أو المؤسسات أو الأفراد، وتبرز أهميتها عند إعداد ميزانية بالأموال والنفقات للتخطيط نحو تحقيق أحلامكم واتباع نمط حياة يكفل سعادتكم وراحتكم. ولا شك أن إعداد الميزانية بشكل صحيح سيرسم خارطة طريق مالية من شأنها أن تعزز نهجكم في الإدارة المالية المسؤولة.
لكم أن تتخيلوا، ولو للحظة، كيف ستعم الفوضى في حياتكم دون تحديد مواعيدكم اليومية، وبالمثّل، تضمن لكم الميزانية الراحة والتخطيط المناسب لأموالكم.
يبدأ وضع ميزانية جيّدة بالتخطيط المناسب، وقد أوصت السيناتور الأمريكية إليزابيث آن وارن، الخبيرة المتخصصة في التمويل الاجتماعي، باتباع منهجية 20/50/30، حسبما جاء في مؤلفها بعنوان (All Your Worth: The Ultimate Lifetime Money Plan)، بحيث يتم تقسيم الدخل الشهري كما يلي: تخصيص 20% للادخار والاستثمار و50% لتغطية الاحتياجات والمصروفات اليومية و30% للمشتريات التقديرية.
وهذه المعادلة هي واحدة من أبسط خطط التمويل الشخصي، بحيث تخصص مدخرات لنفسك أولاً (استثمارات) ولا تنفق أكثر من نصف دخلك على النفقات المعيشية (الإيجار، المواد الغذائية، الملابس) مع تخصيص الباقي للاحتياجات الترفيهية (مشاهدة الأفلام أو السفر).
قبل البدء في تخطيط وإعداد ميزانيتك، ستحتاج إلى وضع تقديرات دقيقة لكافة نفقاتك، لذا يُرجى الرجوع إلى تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المتحرك أو الاطلاع على الكشوفات المصرفية لتتبع نفقاتك وتصنيف كل المصروفات وتدوينها في دفتر ملاحظات أو جدول بيانات، مع أخذ العناصر التالية بعين الاعتبار:
- دفعات التمويل أو الإيجار، ضرائب الممتلكات، الملابس، المواد الغذائية، وما إلى ذلك
- التكاليف الدورية، مثل الرسوم المدرسية ورسوم تسجيل السيارة أو الإجازات السنوية
- مناسبات الأعياد والاحتفالات الدينية، مثل شهر رمضان المبارك
- تخصيص نفقات أخرى للأشياء غير المتوقعة
لتحديد إجمالي الدخل من كافة المصادر، ضع في اعتبارك ما يلي:
- الراتب الشهري
- الدخل من الأعمال التجارية
- توزيعات الأرباح والدخل الاستثماري
- دخل تأجير الوحدات العقارية
يُرجى تحديد أهدافك الشخصية مع تقدير قيمتها، فمثلاً، إذا كنت ترغب في شراء منزل، حدد الدفعة الأولى من التمويل العقاري، أو الادخار لخطة تقاعد، أو دفع رسوم تعليم أطفالك، أو تخصيص أموال لحالات الطوارئ، أو الادخار للزفاف، وغير ذك. ضع رقماً محدداً أمام كل هدف، على سبيل المثال: "500 ألف درهم كدفعة أولى للحصول على تمويل عقاري". وبجانب ذلك، خصص مدخراتك واستثماراتك بشكل منفصل، وبعد ذلك أضف كل هذه العناصر المخصصة إلى خططك وأهدافك تحت العنوان المناسب. ثمّ احسب القيمة المالية التي تحتاجها.
ثمّ اتبع منهجية تفصيلية ودقيقة عند معالجة كل هدف، فمثلاً، إذا كنت ترغب في الحصول على 500 ألف درهم في غضون خمس سنوات، فستحتاج إلى اقتطاع 8,333 درهماً من دخلك شهرياً. يمكنك استشارة أحد كوادر مصرف أبوظبي الإسلامي المتخصصة في إعداد
خطط الادخار والاستثمار أو
التمويل العقاري لتبسيط الأمور وتوضيحها.
إذا كان دخلك كافياً لتغطية هذه الفئات الثلاثة، فننصحك بإعداد الخصم المباشر من خلال التواصل مع المصرف الذي تتعامل معه بحيث يتم اقتطاع كل من النفقات المكررة ومخصصات الاستثمار مباشرة (إذا لزم الأمر، وضعها في حساب التوفير قبل الانتهاء من خطط الاستثمار). فعندما يتم اقتطاع هذه الأموال وتخصيصها قبل أن تكون تحت تصرفك، فإنك من المرجح لن تقوم بإنفاقها.
أما إذا كان دخلك لا يغطي نفقات نمط معيشتك، فيُرجى مراجعة حساباتك وتحديد النمط المناسب وكيفية التأقلم مع ذلك.
لن تجني أية فائدة في حال إعداد ميزانية وعدم الالتزام بأهدافها. خصص نصف ساعة أسبوعياً لمعرفة ما إذا كنت على المسار الصحيح أم لا. وبالطبع، ستكون بحاجة إلى التأقلم مع تقلبات الحياة، ولكن على الأقل ستكون مستعداً لذلك.
عند التخطيط لشؤونك المالية، فستتمكّن من تقليل حدة التوتر حيال الإدارة المالية، وتجنّب الإنفاق على المكشوف وكذلك تأمين أهدافك وضمان تحقيقها على الأجل الطويل.
.
.