ويُعتبر تحقيق الاستقرار المالي حاجة ملحة بين سكان الإمارات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. ولكن تحسين الوضع المالي لا يتطلّب بالضرورة إجراء تغييرات جذرية على نمط الحياة؛ إذ يُمكن لبعض الأفكار الذكية وتطبيق إدارة مالية رشيدة وسريعة ضمان الاستفادة من فوائد نمط الحياة الاقتصادي.
وتتيح الخطوات الثمانية أدناه بدء رحلة الادخار.
يعتبر وضع وتحديد الميزانية النصيحة الأهم على الإطلاق لبدء التوفير، لأن ذلك يتضمن التحكم بالأموال بصورة فورية، وتتبع النفقات على مدار الشهر وتصنيفها إلى تكاليف ثابتة (إيجار، وفواتير للمرافق، وما إلى ذلك) وتكاليف مُتغيرة (البقالة، تناول الطعام في الخارج، والترفيه). ويجب مقارنة تلك النفقات مع الدخل المُتاح، ما سيساعد على تحديد النفقات المتغيرة القابلة للتخفيف بشكلٍ فوري. ويمكن أيضاً إجراء بعض التخفيضات الصغيرة لأنه يصعُب التخلّي سريعاً عن عادات الإنفاق القديمة، كما أن إجراء تعديلات كبيرة دفعة واحدة قد يقوّض جهود الادخار. ويتماشى ذلك مع المثل القائل: لا يخطط الناس للفشل، ولكنهم يُخفقون في التخطيط.
أتمتة الادخار
تتميز دولة الإمارات بريادتها في مجال الأتمتة والحوسبة المتقدمة، وينطبق ذلك على أتمتة عملية الادخار أيضاً. وتبدأ رحلة الادخار بسهولة عبر تخصيص مبلغٍ مالي صغير من الدخل (أقل من 500 درهم إماراتي على سبيل المثال) في حساب ادخار إلكتروني أو خطة استثمار مُنظّمة. ويمكن الاستفادة من هذه الأموال مستقبلاً بحلول نهاية العام مع ادخار 6000 درهم إماراتي، بالإضافة إلى الأرباح المُحتملة.
في حال عدم الاعتماد على ميزة الخصم المُباشر للفواتير، ينبغي التواصل مع مزوّدي خدمات المرافق لتطبيق هذه الميزة فوراً. ويساعد تسديد الدفعات والفواتير بانتظام عند موعد استحقاقها أو حتّى قبله، في تجنّب دفع رسوم التأخير المحتملة وأي معدلات فائدة أو ربح ترتبط بتلك الدفعات، للتقليل من النفقات التي يمكن تفاديها.
إن توفّر أموال في الرصيد الشخصي في كل مرة يتم فيها استخدام جهاز الصراف الآلي، قد يدفع العملاء إلى الشراء بشكل مندفع. ويجب في هذا الإطار تجاوز حالة الإغراء من خلال فتح حساب ادخار لدى المصرف أو طلب إنشاء حساب ادخار إلكتروني، ما يساعد على كبح الاندفاع نحو الانفاق، وبذلك تتراكم الأموال المُدخرة في الحساب لاستخدامها لاحقاً.
يسود عادةً اعتقاد خاطئ بأن السلع الكمالية عالية التكلفة هي أكثر المجالات التي نُنفق عليها أموالنا دوناً عن غيرها، ولكن المنتجات الصغيرة اليومية تعتبر في الحقيقة المساهم الأكبر في الإنفاق. ويساعد تتبع الإنفاق اليومي على مراجعة الأموال المُتاحة، وضمان كبح الإنفاق بما ينسجم مع حدود الميزانية، إضافة إلى التحلي بمسؤولية مالية أكبر وضبط الانفاق. ويمكن تحقيق ذلك عبر تنزيل تطبيق تتبع الإنفاق والبدء باستخدامه فوراً.
تساعد بطاقات الدفع في الإمارات على ادخار الأموال عبر الحصول على مكافآت، مثل الاسترداد النقدي وجمع نقاط السفر. ولكن إنفاق مبالغ صغيرة على عدة بطاقات مختلفة قد يحول دون الاستفادة من المكافآت الكبيرة عند السداد. وقد يكون من الصعب أيضاً تتبع عدة كشوف حسابات في الوقت نفسه، ما يزيد من احتمال دفع رسوم تأخير عند نسيان السداد. كما سيسهم إضافة النفقات إلى بطاقة دفع واحدة في تراكم المكافآت مع مرور الوقت.
ينبغي الحرص دوماً على إلقاء نظرة مدقّقة على جميع النفقات الواردة في كشف حساب بطاقة الائتمان حتى ولو كان يتألف من عدة صفحات. وتساعد هذه الخطوة على اكتشاف أي فرصٍ لخفض النفقات، ورصد أي حالات إنفاق غير اعتيادية، مثل الفواتير المزدوجة على الاشتراكات، ما يتيح في الوقت ذاته فرصة إضافية لادخار الأموال.
يمكن جني بعض الأموال بصورة فورية عبر بيع المقتنيات غير الضرورية أو غير المُستخدمة في المنزل. ويمكن تصوير تلك المقتنيات وعرضها للبيع على المواقع الإلكترونية المختصة بالمنتجات المستعملة أو صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. ولاشك أن تراكم قيمة تلك المقتنيات سيضمن بسهولة إضافة بضعة آلاف من الدراهم إلى حساب الادخار.
نمتنى لكم تجربة ادخار مجزية.